شبكة معلومات تحالف كرة القدم

إرنستو فالفيردي صانع التاريخ في الكلاسيكو بقوة التواضع والذكاء

2025-10-01 05:16:35

بعيداً عن التهور وبأداء يمزج بين التواضع والذكاء، نجح المدرب إرنستو فالفيردي في صناعة تاريخ جديد لنفسه بعدما قاد برشلونة إلى فوز كبير بنتيجة 3-0 على منافسه التقليدي ريال مدريد في عقر داره، في لقاء الكلاسيكو الذي جمع الفريقين ضمن منافسات المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإسباني.

جاء هذا الإنجاز الكبير لتتويج مسيرة قيادية استثنائية للمدرب الإسباني، الذي تولى تدريب الفريق الكتالوني في فترة بالغة الصعوبة، خاصة بعد الموسم المتواضع الذي مر به النادي حيث اقتصرت إنجازاته على لقب كأس الملك فقط تحت قيادة المدرب السابق لويس إنريكي.

واجه فالفيردي تحديات جسيمة منذ اليوم الأول لاستلامه مهامه، حيث اضطر لمواجهة مشاكل عديدة أبرزها ضرورة قيادة الفريق للمنافسة على الألقاب رغم رحيل أحد أبرز نجومه البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان، وإصابة الفرنسي عثمان ديمبلي الذي تم التعاقد معه لتعويض هذا الرحيل.

لم تكن البداية سهلة لفالفيردي، حيث تلقى صدمة كبيرة في أول اختبار رسمي له مع برشلونة بخسارته 5-1 أمام ريال مدريد في مجموع مباراتي كأس السوبر الإسباني في أغسطس الماضي. لكن المدرب الإسباني استطاع ببراعة إعادة التوازن للفريق الذي تصدر الدوري بجدارة وأصبح مرشحاً قوياً لإحراز لقب الموسم الحالي.

بعد مرور 17 جولة، يتصدر برشلونة جدول الدوري برصيد 45 نقطة، بفارق تسع نقاط عن أتلتيكو مدريد الوصيف، وبفارق 14 نقطة عن ريال مدريد الذي يحتل المركز الرابع حالياً. هذا التفوق الكبير والأداء المتميز في الكلاسيكو يبرهن عملياً على نجاح فالفيردي والعمل الاستثنائي الذي يقدمه مع الفريق هذا الموسم.

يتميز برشلونة هذا الموسم بالثبات والاستقرار، حيث أصبح الفريق الوحيد في الدوريات الكبرى بأوروبا إلى جانب مانشستر سيتي الإنجليزي الذي لم يتعرض لأي هزيمة في الدوري حتى الآن. هذا الإنجاز يعكس قدرة فالفيردي على التغلب على مشاكل الفريق والتكيف مع التحديات المختلفة.

استطاع المدرب الإسباني ببراعة التغلب على آثار رحيل نيمار والتعامل مع إصابة ديمبلي وغيابه الطويل، كما تجاوز بنجاح صدمة خسارة السوبر الإسباني. وقد أثبت تفوقه التكتيكي الواضح في الكلاسيكو الأخير، حيث كانت طريقة تعامل برشلونة مع المباراة العامل الأكبر في القضاء على خطورة ريال مدريد الذي كان منتشياً بإحرازه لقب كأس العالم للأندية في أبوظبي قبل أسبوع فقط.

اعتمد فالفيردي في إعادة بناء الفريق على تقوية الخط الدفاعي أولاً، ليجعل من أسلوب الضغط الذي يطبقه هذا الخط على المنافسين الأفضل في العالم حالياً. كما نجح في تطوير أداء باقي الخطوط مستفيداً من المواهب الكبيرة التي يمتلكها الفريق بقيادة الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي منحه الحرية الكاملة في الحركة بأرجاء الملعب ليظهر بأفضل مستوياته ويلعب دوراً حاسماً في حسم المباريات من خلال تسجيل وصناعة الأهداف.

تشير الإحصاءات إلى النجاح الكبير لبرشلونة تحت قيادة فالفيردي، حيث حقق الفريق 14 فوزاً و3 تعادلات في 17 مباراة بالدوري، سجل خلالها 45 هدفاً مقابل 7 أهداف فقط في مرماه. وإذا كان ميسي هو النجم الأبرز، فإن الحارس الألماني مارك أندري تير شتيغن أصبح أحد أهم عناصر نجاح الفريق هذا الموسم، حيث يعتبره الكثيرون أفضل حارس مرمى في العالم حالياً.

بكل المقاييس، يستحق إرنستو فالفيردي التقدير على ما قدمه مع برشلونة هذا الموسم، حيث استطاع في فترة قياسية أن يضع الفريق على المسار الصحيح ويؤهله لتحقيق إنجازات كبيرة، بدأت تتجلى ملامحها بوضوح في فوز الكلاسيكو التاريخي الأخير.